اين القطار؟
كثير اسمع عن قطار وانه راح يفوتك.. او فاتك؟
بعد التقصي والبحث اكتشفت انه قطار يحمل داخله : العمر، الفرص، الارتباطات، العمل وغيره من الملذات والنعم وامور الحياة.
هل هذا القطار فعلاً موجود؟ ام هو ابتكار امهر واعظم صانع اعذار عرفه التاريخ؟
وان وجد، ما هي الجهة المسؤولة والمشغلة لهذا القطار المزعوم؟
تقابل احدهم في مقتبل العمر يخبرك انه يريد ان يلحق نفسه قبل ان يفوته القطار.. واخرى تريد الزواج قبل ان يفوتها نفس القطار؟ وخمسيني يستعد لركوب القطار..
قطار مين والناس نايمين؟
الامر المحزن ان هذا القطار الافتراضي المفبرك يعتبر هاجس لملايين البشر… (الحقيقة لم اسمع عنه الا في عالمنا العربي على فكرة)
عندما تزور او تدرس في جامعة غربية عريقة تجد اساتذة في عمر السبعين والثمانين يلقون محاضرات يحضرها مئات الطلبة المهتمين. وهنا تجد اساتذة يستعدون للتقاعد في الخمسين من عمرهم؟
الله يحرقه من قطار لعب في حسبة العقول
هذا القطار خدعة، يحمل اعذاراً..
عذر من انتهت اعذاره ليكمل طريقه ويجتهد، عدو لكل مجتهد وحالم وعاشق للحياة
القطار هذا كذبة اجتماعية لعينة دسيسة توارثها الاجيال لاخفاء فشلهم
لو كان هناك فعلاً قطار وله مواعيد صعود ونزول ومحطات وكمسري يجمع تذاكر:
اين المحطات؟ من حدد موقعها؟ هي مجرد واحات من الاعذار
اما قيمة التذكرة فهي عمر الانسان واحلامه وخياله
الكمسري الذي يجمع التذاكر هو صوت المجتمع المظلم المحبط والمحيط الخاطئ لك
المشغل يظل مجهول ولكنني اجزم انهم يكرهون الحياة والنجاح والمثابرة
نهاية الرحلة هي مقبرة احلام وفرص وارواح اخرى
والان سيداتي سادتي قد وصلنا اخر هذه المدونة والقطار للاسف فاتكم، ونصيحتي لكم هي عندما تسمعون عبارة داخلها كلمة "قطار" وان هذا القطار سوف يفوتكم اخرجوا منديلاً ابيض ولوحوا عالياً مودعينه متمنيين له رحلة مليئة بالحفر والسكك المهجورة والهلاك.
اما انتم، استودعكم الله على امل اللقاء بكم قريباً، ابعدوا عن القطار وغنوا له… سلام ✌🏼