فضيحة العمل عن بعد
للاسف عالم الاعمال والانجاز كان بحاجة لكف يوقظه من غفلته لواقعه الاليم وهذا الكف جاء على شكل جائحة
بعد توجه الجهات المختلفة في انحاء العالم لطرق تواصل وعمل مرنة (كانت في الاساس بين ايديهم منذ اكثر من عشر سنوات (غصباً عنهم طبعا)) وجدنا ان الانتاجية لكثير من هذه الجهات لم تكن بحاجة لتواجد فعلي؟ ولم تكن تعرف حقيقة امرها.. ومدى جودة اداراتها
كيف ؟
هل زمن الثقافة الصناعية وعبودية الموظف انتهى؟
الاجابة السريعة انها لن تنتهي ولكنه سوف يفضح امرها
المفترض ان نسمع قصص ممن يعملون من بيوتهم تسر السامعين وانهم ينتجون عملاً اكثر جودة بحكم عدم الازعاج ووضعهم اصبح اجدى واريح واقل ازعاجاً
للاسف عالمياً انفضح امر الجهات التي تفضل مراقبة من يعمل لديها بدل ان تراقب جودة ومستويات ما ينتجونه لكي توجه اصابع اللوم وتتهرب من الاعتراف بفشلها هي
تريد ان تعاقب من لا يظهر وجهه في الوقت المحدد امام الشاشة
تريد ان توضح انها من تدفع مرتبه مقابل "تواجده متى ارادت"
تريد ان تسيطر… ووجدت لعبة جديدة تستخدمها لها مسميات وتطبيقات كثيرة اشهرها zoom فبهذا التطبيق تستطيع ان تراقب الموظف في بيته وتتاكد من قيامه بعمله واهم من ذلك تواجده
المدارس ايضا اثبتت فشل نظامها الدراسي فاصبح زوم اكثر نكتة عرفها طلاب العالم والتاريخ
الخلاصة
اذا كنت جهة تنتج منتجات اهتم بالانتاج لا التواجد والمراقبة
اذا كنت جهة تعليمية اهتم بجدوى العلم الذي تقدمه ومدى هضمه وملائمته لحاضرنا ومستقبلنا وليس حضور الطلاب وانصرافهم
اذا كنت تريد انتاجية وموظفينك لا يقدمون ما تريده انت الفاشل وليس الموظفين لانك كنت في غفلة عن امرهم حتى جاء فيروس لا يرى بالعين المجردة وفضح امرك
متى ننتهي من الاهتمام بتوافه الامور لاخفاء خفقاتنا؟
عندما نواجه حقيقتنا مهما كانت ونتقبل النقد البناء ونغير طرق تفكيرنا ونتبنى احدث الطرق التي تحترم من يعمل لدينا ونعتبرهم شركاء نجاح وليس اعداء يعيشون تحت اسقفنا
عندما نتوقف عن معاملة من يعمل لدينا كطفل جاهل لا عقل له ونحترمه ومستمع لمًا يناسبه حتى يستطيع ان يقدم ما طلبناه منه بجودة عالية تفوق تصورنا
اسف على عدم الابحار في توبيخ من لا يستحقون ان يكونوا في اماكنهم
يومكم سعيد باذن الله